فضيحة أوروبا في ادعائها: أن الثورة الفرنسية هي التي علمت الناس الحرية والمساواة
وقد تحدثنا عن هذا هنا في ذلك اليوم عندما احتفلوا بذكرى مرور مائتي سنة على الثورة الفرنسية قبل أربع سنوات، وأنها التي علمتهم الحياة، وعلمتهم الحرية، وفي أثناء الاحتفال بالثورة الفرنسية كان الناس -في المراسم العريضة التي عملوها- درجات: فالدول الأوروبية في الدرجة الممتازة، والدول الأفريقية التي شاركت في الاحتفال، وبعض الدول الأسيوية آخر درجة، فالتفاوت موجود حتى في الاحتفال بالثورة التي دعت إلى المساواة، فيتفاوتون وهم كلهم رؤساء دول في موقفهم في الحفل، وفي سيرهم في الموكب، وفي كل شيء!فالغرب لم يترك هذه النظرة العنصرية العنجهية؛ لأنه لا يعرف حقيقة الكرامة الإنسانية إلا من عرف الله، ومن اهتدى بهدى الله، ودين الله الذي قرر هذه الأمور، وجعلها ديناً، فالله عز وجل لم يجعل ذلك شعارات نطرقها ونرددها، وإنما جعلها ديناً نتعبد به، (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ))[الحجرات:13]، فهي دين نقرؤه ونتعبد به، ولا يجوز لأحد أن يخالفه، ومن خالفه -ولو في نفسه- فإنه يأثم حتى ولو لم يظهر منه أي شيء.